بسم الله الرحمن الرحيم.. راح ابدأ في المشكلة دون مقدمات. . من صغري كنت أخاف من الموت كان خوف طبيعي لأنه شيء مجهول بالنسبة لي لكن إليّ مو طبيعي تفسيرات الناس الخطأ إليّ أصابتني بالهلع
سارت حياتي طبيعية، في سن المراهقة ولعل هالمرحلة هي السبب في كل شيء أنا أعاني منه وقتها كنت حيوية ومرحة إلى أن مرضت إحدى زميلاتنا في الفصل وأصيبت بجلطة في المخ انتكست وصرت ماأنام إلا بحضن أمي مثل الصغار وبس أبكي
فقدت الكثير من وزني ومرضت بالقولون وفقدت شهيتي للحياة، كنت أخاف تموت وقلبها شايل عليّ أو أكون جرحتها بدون قصد. بفضل من الله تحسنت وأفاقت من غيبوبتها وفرحت كثير وتحسن وضعي أنا كمان لكن المفاجأة تركت المدرسة وهي ماتتذكرنا
كنت أتمنى تسامحني لكن بدون جدوى، بعد كم سنة رجعت لي حالة وسوسة مرضية إذا مرضت أقول بس هذا مرض خطير وبموت وأخسر وزني وأفقد شهيتي للحياة وبس أبكي وماأنام وأنا على هالحالة أتحسن وبعد كم سنة يرجع لي الوسواس. .
لازلت أنا صبا الحيوية لكن تجيني لحظات أفقد توازني ممكن لإني انسانة كتومة وما أصرّح لأحد بوجعي وأحب أبين لأهلي أني بخير ومافيني شيء ومبسوطة ومافي أحلى مني، لكن الوسواس بالمرض تعبني كثير لدرجة أشك بالناس إذا أمي ناظرتني أحسبها لحظة وداع
إذا أختي قالت حلمت حلم شين أقول أكيد عني، كل شيء يصير أو يقال أحسه عني، وفي هاللحظة إليّ قاعدة أكتب لكم فيها في شيء يقول لي كل ما صرحتي بمخاوفك كل ما انصبتي فيها، يضايقني هالكلام أحس بإختناق
هذا كل شيء وحاولت أختصر على قد ما أقدر. . وهذي أول مرّة أكتب لموقع استشارات أو أشكي تعبي النفسي لأحد، محتاجة أحد يوجهني وينصحني وش أسوي والله يوفقكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي العزيزة:
السنوات الأولى في حياة الفرد من أهم الفترات، بل هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها حياته النفسية والاجتماعية، وقد تحدث للشخص مخاوف فى مرحلة الطفولة، وقد يستعيدها لاشعورياً في كبره فيشعر بالخوف، وقد يسقط مشاعرها على المواقف والخبرات المشابهة.
يعتبر الخوف من بين الانفعالات التي يعيشها الإنسان في حياته وأكثرها شيوعاً وتثيره موافق عديدة لا حصر لها، والتي تتباين تبايناً كبيراً في حياة مختلف الأفراد، كما تتنوع شدته من مجرد الحذر إلى الهلع والرعب، يعد الخوف من الموت إحدى المشكلات التي يعاني منها كثير من الناس، ويكون ذلك خوفاً من المصير المجهول.
وربما خوفاً من فقدان الأحبة نتيجة لديمومة الفراق في هذه الدنيا الفانية، ويخاف بعض الناس من الموت لأنهم لم يقوموا بما يجب عليهم من العبادة للخالق العظيم واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
ويحدث الخوف من الموت وفقد الأحبة نتيجة موت عزيز على قلوب العائلة، ويمكن أن يمتد هذه الخوف لكل ما له علاقة بالموت كالمقابر ولواحقها، يخاف الإنسان من الموت ومن رؤية المرضى ليس لخوف عن الآخرين فقط ولكن خشية الشخص من موته هو وليس موت الآخرين.
أختي العزيزة أنة من الطبيعي أننا جميعاً نصاب بحالة اكتئاب وحزن , عندما يرحل عزيز علينا او يمرض, وخاصة إذا كان من الأقارب والأصدقاء.
ولكن رويداً رويداً نعود إلى الله عز وجل وان الموت هو من الأشياء القدرية التي نؤمن بها, ونعلم أن الحياة يجب أن تستمر, وأن ندعو لموتانا بالرحمة والغفران من رب العالمين.
ومن العوامل التي تؤدى إلى الخوف من الموت وفقد الأصدقاء، الخبرات غير السارّة، الضعف النفسي أو الجسمي، الضبط الزائد، التدليل الزائد وعدم تحمل المسؤولية، الصراعات الأسرية.
أختي العزيزة تتسلط بعض الأفكار السوداوية على بعض الناس، منها الخوف من فقدان الأحبة من حولهم ويعانون من جراء ذلك معاناة كبيرة وصامتة.
خاصة وأن الواقع لايحمل إشارات خطر أو تهديد حقيقي، كالمرض وسواه، وذلك عندما يشر الإنسان أن معنى حياته كله مستمد منهم ومن ثم يخشى المرء من فقدان معنى وجوده كله في حال فقدانهم.
وهناك مخاوف معينة نمطية، فبعض المخاوف تختفي بصورة وقتية ثم تعاود الظهور فجأة في وقت لاحق.
أما الحالة التي نحن بصددها، فأنت تجدين نفسك وكأنك مجبرة على التفكير بأفكار يدور محتواها حول الخوف من فقدان الأحبة كالأهل أو الأصدقاء، وهذه الفكرة تعذبك كثيرة وتؤرق حياتك وتجعلك دائمة التشتت.
لقد ذكرت انك كنت تخافين الموت في الطفولة وهو أمر طبيعي كما ذكرت، وكثيرا ما تكون تفسيرات المحيطين سبباً في حدوث مخاوف غير منطقية، خاصة في الأمور الغيبية مثل الموت.
بعد ذلك تناولت مرحلة المراهقة وما حدث لزميلتك وكانت بمثابة النقطة الفارقة في حياتك جعلتك تعودين مرة أخرى الى حضن والدتك وتنامين بجوارها دون أن تتحدثي مها عن أي شيء والغريب في الأمر أن والدتك لم تسألك عن هذا السلوك.
أختي العزيزة كثيرا ما يؤدى الأرق والتوتر والخوف إلى ما يسمى للاضطرابات السيكوسوماتية وهى المرض النفسي الذي يؤدي إلى مرض عضوي كما في حالتك حيث أصبت بالقولون، وفقدت الكثير من وزنك، ذكرت أن زميلتك بفضل الله تحسن حالتها وبناء علية تحسنت حالتك، وهذا هو نقطة البداية الحقيقية في معرفة ما تعانين منة من مشكلات نفسية.
ثم مرضت زميلتك وأصبحت في غيبوبة دون جدوى من العلاج وبناء علية ساءت حالتك مرة أخرى، ففي بعض الأحيان يرتبط الإنسان منا ببعض المقربين له من الزملاء الإخوة لدرجة الصعوبة بمكان الفصل النفسي بينهم خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة وهى مرحلة المشاعر الجياشة والنبيلة والبريئة الخالية من الضغائن والكراهية.
لكن الغريب في الأمر أنك تخفين كل شيء عن والدك والدتك حتى عندما ذهبت للنوم مع والدتك لم تتحدثي معها في شيء مطلقا، وتحاولين أن تظهري لها أنك بخير وسعادة ولا يوجد أفضل من ذلك.
إنني اعتقد أن المشكلة لها جذور في الطفولة.
التدليل والإهمال في نفس الوقت.
وعدم إعطائك أي مسؤوليات بسيطة تتحمليها.
الأم غائبة وغير منتبهة إلى ما يحيط بك.
إن زميلتك ما هي إلا عرض لمشكلة حدثت داخل الأسرة، سواء الخوف الشديد عليك أو التشدد في المعاملة، لدرجة انك تشعرين بالأرق والإرهاق وفى نفس الوقت تحاولين الظهور بصورة مبتسمة وتجملي الصورة التي تعانين منها، بدلا من الحديث مع إخوتك والمقربين لك، حتى أقرب الناس إليك وهى والدتك.
ولكن الغريب كل ذلك يحدث دون أن تشعر والدتك بأي ألم وما تعانين منه.
إن ما حدث لزميلتك نحن جميعا نتألم له وعلينا أن نحزن من اجلها دون أن ترتبك مجريات حياتنا.
إنني اعتقد انك تشعرين بالخوف على نفسك وليس على زميلتك أو المحيطين.
أما الإجراءات التي يمكنك القيام بها للتحكم بهذه الأفكار والمشاعر.
التنفيس إلى من هو اقرب الناس إليك مثل الأم الأخوة الأخوات الصديقات.
الخروج من هذا الإطار التي وضعت نفسك فيه إلى عالم أرحب من التفكير والتوجه الايجابي نحو الحياة.
على الأم والإخوة اصطحابك إلى الأماكن العامة والحديث معهم عن كل ما يهم الأسرة، و ياليتك حدثتنا أكثر عن هل أنت متزوجة أم لا في أي السنوات الدراسية، هل تعملين في مجال معين، هذه المعلومات كانت تعطينا خلفية اكبر عن مشكلتك الحالية، فكانت الرسالة مقتضبة، ومع ذلك أليس لك هوايات الرسم الكتابة قراءة القصص الرويات، تقربي أكثر من الله.
اختلطي بالناس من أصدقاء، قدر ما تستطيعين فالوحدة الطويلة والروتين المستمر تفتح الباب للأفكار السلبية في حين أن الوجود بين الناس يخفف منها ويبعدها.
على الأم أن تعطيك مسئوليات تقومين بها وتشعرين أنك مسئولة عنها وتسعين جاهدة لتنفيذها.
التعبير عن المشاعر ومشاركة الآخرين بها.
أختي العزيرة عليك التخيل الإيجابي لمستقبل مشرق وليس بهذه النظرة السلبية
أختي العزيزة الحياة بالرغم مما نعانيه من صعاب، لكن اسمها الحياة لكي نحى بها وليس لنموت بها ونحن على قيد الحياة.
وفقك الله.
الكاتب: د. أحمد محمد حمزة
المصدر: موقع المستشار